مقال للصحفية حسانة سقباني

سامر حاطوم... اللحن المبهج خير من دواء للخيال السقيم موسيقي عالمي أغنى المكتبة الموسيقية الشرقية البنانية فكان له بصمته الخاصة، كما ساهم في تأليف مقطوعات خاصة للعلاج بالموسيقى، له الكثير من الأعمال الموسيقية مع المؤلفين العرب والأجانب، كانت آخر أعماله موسيقى الأمل الذي آراد أن يمزج من خلالها الموسيقى الشرقية و الكلاسيكية والتي قدمها في حفل الأركسترا الوطنية لموسيقى الشرق العربية ولمعرفة المزيد على تفاصيل عمله و حياته كان لنا لقاء مع المايسترو "سامر حاطوم" الذي حدثنا عن تفاصيل ولادته ونشأته :« ولدت في بيروت ، بدأت دراسة الموسيقى في الإسكندرية في دولة مصر، ثم أكملت الدراسة الموسيقية في بيروت حيث عزفت مع الملحن العملاق "إحسان المنذر" في عدة مهرجانات هامة إلى أن غادرت لبنان، إلى أوروبا حيث كانت انطلاقة جديدة في عالم الموسيقى ، درست في ايرلندا التأليف الموسيقي، ودرست أيضاً قيادة الأركسترا في مدينة بودابست و لندن لأفتح أمامي أفق قيادة الأركسترا ومهارتي في التوزيع للأركسترا مطعماً الروح الشرقية بالنص السيمفوني في أوروبا، كانت انطلاقتي لدراسة الموسيقى بدافع ذاتي طامحاً برؤية نفسي مجدداً بالموسيقى والتأليف». كانت أولى الخطوات التي قام بها "حاطوم" كقائد أركسترا دعم الموسيقيين العرب الجدد في أوروبا، لعرض مؤلفاتهم للعالم وكانت البداية من مدينة بودابست لتصل إلى أركسترا فيلهامونيا في «رومانيا» وأضاف:« كان لي أعمال موسيقية مع الكثير من الموسيقيين العرب، وتعاملت أيضاً مع مؤلفين من مختلف البلدان من أمريكا وكندا و ألمانيا واستراليا في التنقيح النصوص والتوزيع، كما سجلت موسيقى من تأليفي وتوزيعي في استديوهات إحسان المنذر حيث كانت البداية لرحلة الإبداع الموسيقي، و أكملت هذه الرحلة بالتوزيع للأركسترا والقيادة في أوروبا». أكمل حديثه:«الموسيقى هي الحياة، والنبع الذي ينتقل بأشكال مختلفة بيننا وأولها صوتنا، الألحان صلة وصل بين جميع المخلوقات على الأرض، كما هي لغة هذا الكون الرائع لتمتزج مع الطبيعة وتعطي طعمها الحقيقي، اهتم كثيراً بحقوق الموسيقى في أوروبا بسبب تواجدي حالياً فيها، عودتي إلى بيروت هي بداية ، غادرتها جسداً ولكن مازلت فيها بالفكر والروح، مؤخراً سجلت موسيقى في بيروت في الوقت أن فرص التسجيل العالمية متوفرة لي في أوروبا وأمريكا، لكن عند لبنان يبقى للحن قيمة أخرى،« فأنا بتواصل مستمر مع فنانين العصر الحديث وبالنسبة لي أهمهم "إحسان المنذر" هو مرجعي في لبنان». الموسيقى بالنسبة لـ«حاطوم» بحر لابد من التعمق في جميع خباياها وليست مجرد ألحان« مازلت ببداية رحلتي في بحر الموسيقى وثقة المؤلفين بما أقدمه وإدارات أي اركسترا أتعامل معها هي ما يجذبني للعمل، كانت التجربة الأهم بالنسبة لي تأليف موسيقى خاصة لعلاج الأمراض النفسية، حيث كان هناك تعاون مع الدكتورة حمدة فرحات الأخصائية في العلاج في الموسيقى ، فقد استعانت فيها في العلاج مما أحدث نقلة نوعية مع المرضى». وعن آخر أعماله الموسيقية كانت مشاركته في الأركسترا الوطنية لموسيقى الشرق العربية في مسرح أبي خاطر في "لبنان" بقيادة أندريه الحاج وغناء "كارلا رميا" وبمشاركة "إحسان المنذر" وعن مشاركته حدثنا "حاطوم":« مشاركتي كانت ممتازة، البرنامج الذي قدمته تضمن توزيعات جديدة لعملاقة الفن العربي كعبد الوهاب، فريد الأطرش، بليغ حمدي، مع عمل موسيقي كامل، أسميته "أمل" نمط كلاسيكي أدخلت عليه النمط الشرقي العربي، أنا سعيد جداً بالدعوة والأصداء الإيجابية ، أردنا تقديم رسالة للجمهور ، وتقديم الرقي الموسيقي العربي وذلك بتوزيع موسيقي كلاسيكي أوروبي، و أتمنى أن أقدم شمعة تضيء لبنان، وتلك كانت الحجر الأساس لنوصل موسيقى لبنان إلى المكان الذي نطمح له».